الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين الذي خلق فسوى، والذي قدَّر فهدى، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا
شريك له، له الأسماء الحسنى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بعثه بالدين والهدى
وكلمة التقوى. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا..
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واعلموا أنه كما يحرم على المسلم أن يضر بالناس يحرم عليه أن يضر نفسه كأن يعرضها
للخطر من غير مصلحةٍ راجحةٍ، قال تعالى: ﴿وَلَا
تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].
وقد توعَّد الله من
قتل نفسه بأشد الوعيد، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ
إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ
أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا ٢٩ وَمَن
يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ عُدۡوَٰنٗا وَظُلۡمٗا فَسَوۡفَ نُصۡلِيهِ نَارٗاۚ وَكَانَ
ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا ٣٠﴾ [النساء: 29، 30].
وكذلك من تسبب في
قتل نفسه أو إمراض جسمه أو الإخلال بعقله بتناول المسكرات والمخدرات وشرب الدخان
والقات، فإنه مُتوَعَّدٌ بأشد الوعيد ومُعَرَّضٌ لأشنع العقوبات في الدنيا
والآخرة.
ومن الإضرار بالنفس: التشديد عليها «وتعريضها للمشقة» ([1]) في أمور العبادات، وقد شرع الله لعباده شريعةً سمحةً لا حرج فيها،
([1]) سقط من طبعة دار المعارف.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد