فقال تعالى ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ
وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ﴾ [البقرة: 185]. وقال: ﴿وَمَا
جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ﴾ [الحج: 78].
شرع لأصحاب الأعذار
من المرضى والمسافرين والخائفين أحكامًا تخصهم في الصلاة والصيام وتتناسب مع
أحوالهم، وشرع لعباده الاقتصاد في العبادة مع المداومة عليها فخير العمل ما داوم
عليه صاحبه وإن قلَّ.
ونهى عن الغلوِّ
والتشدُّد، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ
لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ﴾ [المائدة: 77] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَإِيَّاكُمْ
وَالْغُلُوَّ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ» ([1]).
والغلو: هو الزيادة
عن الحد المشروع، ولما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن ثلاثةً من أصحابه أراد
أحدهم أن يصوم فلا يفطر، وأراد الآخر أن يقوم الليل فلا يرقد وأراد الثالث أن لا
يتزوج النساء، قال صلى الله عليه وسلم: «أَمَّا أَنَا فَأَصُومُ وَأُفْطِرُ،
وَأُصَلِّي وَأَنَامُ، وأتزوج النِّسَاء؛ وَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ
مِنِّي» ([2]) فعليكم -عباد الله-
باتباع الكتاب والسنة في عباداتكم.
فخير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم،
وشر الأمور محدثاتها.. إلخ.
***
([1]) أخرجه: النسائي رقم (3057)، وأحمد رقم (1851)، والحاكم رقم (1711).
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد