الخطبة الثانية:
الحمد لله مقلِّب
القلوب وعلاَّم الغيوب وقابل التوبة ممّن يتوب، شديد العقاب عند قسوة القلوب.
وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كان
يكثر من قول: «اللهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى
طَاعَتِكَ» ([1])، صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
بامتثال أمره واجتناب ما نهاكم عنه وتعظيم شعائره. ﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى
ٱلۡقُلُوبِ﴾ [الحج: 32]. واعلموا أنه في زماننا هذا قد كثرت الأسباب التي تقسو بها
القلوب فاحذروها ومن ذلك الانشغال بالدنيا والانخداع بمظاهرها والتفكُّه
بملذَّاتها.
ومن ذلك قلة ارتياد
المساجد والجلوس فيها وصرف أكثر الوقت في طلب الدنيا والتمتع بها.
ومن ذلك الانشغال برؤية المناظر الملهية أو المحرمة التي تعرض على شاشة التلفاز أو الفيديو من الصور الفاتنة ومن الأفلام والمسلسلات، أو الصور التي في الصحف والمجلات، ومن ذلك استماع الملاهي من الموسيقى والمعازف والأغاني التي كثر ترويجها والدعاية لها بين المسلمين، وهي أصوات محرمة، تنبت النفاق في القلب، وتزرع الشهوة في النفس وتمنع من سماع القرآن؛
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2654).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد