لأنه لا يجتمع
الاستماع لقرآن الشيطان وقرآن الرحمن، ومما يقسّي القلب متابعة الألعاب الرياضية
وتشجيعها ومشاهدتها والانشغال بها في غالب الوقت مما أصبح اليوم هو الشغل الشاغل
لكثير من شباب المسلمين ومن افتتن بهذا العبث الذي لا فائدة من ورائه.
ومما يقسي القلب
كثرة المزاح والضحك والمرح والهزل، فيجب على المسلم أن ينتبه لهذه الأمور...
ومن الأمور التي
تقسِّي القلب المآكل والمشارب المحرمة؛ لأن تغذيتها خبيثة وآثارها سيئة، تؤثر على
الأخلاق والسلوك، وتكسل عن الطاعة وتنشط على المعصية، وهذا ظاهر على أخلاق الذين
يأكلون الربا والرشوة ويشربون المُسكِرات والمخدرات؛ فإن آثار هذه الخبائث تظهر
على أبدانهم وأخلاقهم وتصرفاتهم، والمعاصي عمومًا تقسي القلب وتعميه وتحجب عنه نور
الإيمان والهداية، قال تعالى: ﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [المطففين: 14].
وفي المسند وجامع
الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا
تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ سُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى
تَعْلُوَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللهُ عز وجل: ﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ
قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [المطففين: 14] » ([1]). قال الترمذي: هذا
حديث صحيح.
ومن الأمور التي تقسّي القلب مصاحبة الأشرار والعصاة ومخالطتهم فإن المرء يأخذ من جليسه، وعن المرء لا تسل وسل عن قرينه، قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ نَسُواْ ٱللَّهَ فَأَنسَىٰهُمۡ أَنفُسَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3334)، وابن ماجه رقم (4244).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد