الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين الرحمن الرحيم، وأشهد أن «لا إله إلا الله» مالك يوم الدين، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله بعثه بالهدى ودين الحق رحمةً للعالمين، وحجةً على المعاندين،
ومنّة على المؤمنين، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى
يوم الدين...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ
مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 194].
عباد الله: وكما أن الإسلام
يحقق الأمن من مخاوف الدنيا فهو كذلك يحقق الأمن من مخاوف يوم القيامة، قال تعالى:
﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ
يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم
مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ
فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ ٤ ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٍ
ءَامِنِينَ ٤٦ وَنَزَعۡنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنۡ غِلٍّ
إِخۡوَٰنًا عَلَىٰ سُرُرٖ مُّتَقَٰبِلِينَ ٤٧ لَا يَمَسُّهُمۡ فِيهَا نَصَبٞ وَمَا هُم
مِّنۡهَا بِمُخۡرَجِينَ ٤٨﴾ [الحجر: 45- 48]. وقال تعالى: ﴿إِلَّا
مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ جَزَآءُ ٱلضِّعۡفِ بِمَا
عَمِلُواْ وَهُمۡ فِي ٱلۡغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ﴾ [سبأ: 37]، وقال
تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ
فِي مَقَامٍ أَمِينٖ ٥١ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٖ ٥ يَلۡبَسُونَ مِن
سُندُسٖ وَإِسۡتَبۡرَقٖ مُّتَقَٰبِلِينَ ٥٣
كَذَٰلِكَ وَزَوَّجۡنَٰهُم بِحُورٍ عِينٖ ٥ يَدۡعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَٰكِهَةٍ ءَامِنِينَ ٥٥ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا
ٱلۡمَوۡتَ إِلَّا ٱلۡمَوۡتَةَ ٱلۡأُولَىٰۖ وَوَقَىٰهُمۡ عَذَابَ ٱلۡجَحِيمِ ٥٦ ً فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ٥﴾ [الدخان: 51- 57].
والآيات في هذا المعنى كثيرة تدل على أن الإسلام يوفِّر الأمن للمسلم في الدنيا والآخرة، وبدون الإسلام فلا أمان ولا نجاة وإنما هو
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد