×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 في تحريم الضرر والضرار

الحمد لله ربِّ العالمين، أمر بالبر والإحسان، ونهى عن الظلم والعدوان. وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد والعظمة والسلطان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيَّد بالمعجزات والبرهان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه في عموم الأوطان، وسلَّم تسليمًا كثيرًا..

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وكونوا عباد الله إخوانًا كما سماكم الله، يحب أحدكم لأخيه من الخير ما يحبه لنفسه، ويكره له من الشر ما يكره لنفسه، يبذل خيره لأخيه. ويكف عنه شره ولا يؤذيه. عن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ» ([1]) حديث حسنٌ رُوي مسندًا ومرسلاً. وله طرقٌ يقوِّي بعضها بعضًا، وقد تقبله جماهير أهل العلم واحتجوا به، وهو يدل على تحريم الضرر والضرار، والضرر: ضد النفع، وقد دلَّ الحديث على تحريم إيصال الضرر إلى الناس بغير حقٍّ في أبدانهم وأعراضهم وأولادهم وأموالهم. وفي الحديث الآخر: «من ضارَّ ضارَّ الله به، ومن شاقَّ شاقَّ الله عليه» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (2340)، ومالك رقم (31)، وأحمد رقم (2865).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (1940)، والطبراني في الكبير رقم (830).