في التحذير من المعاصي
وبيان أضرارها
الحمد لله ربِّ
العالمين، وَعَد مَن أطاعه أجرًا عظيمًا، وأعدّ لمن عصاه عذابًا أليمًا، وأشهد أن
«لا إله إلا الله» وحده لا شريك له ﴿وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 48].
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى بِفِعل ما أمركم، واحذروا معصيته بارتكاب ما نهاكم عنه، واعلموا أن للطاعة آثارًا حميدةً، وعاقبةً سعيدةً، وأن للمعاصي آثارًا قبيحةً وعقوبات شنيعةً - قال تعالى في بيان آثار المعاصي: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [الروم: 41]. أي بان النقص في الزروع والثمار بسبب المعاصي، وقال بعض السلف: مَن عصى الله في الأرض فقد أفسد فيها؛ لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة، ولهذا جاء في الحديث: «لَحَدٌّ يُقَامُ فِي الأَْرْضِ، أَحَبُّ إِلَى أَهْلِهَا مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا» ([1]). وذلك لأن الحدود إذا أقيمت انكفَّ الناس أو أكثرهم عن المعاصي، وإذا تركت المعاصي كان ذلك سببًا في حصول البركات من السماء والأرض، وثبت في الصحيحين أن الفاجر إذا مات يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب، قال بعض السلف: إذا أجدبت الأرض قالت البهائم هذا من أجل عصاة بني آدم لعن الله عصاة بني آدم، وجاء في الحديث: «وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ
([1]) أخرجه: أحمد رقم (8738)، وأبو يعلى رقم (6111).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد