مشروعية السلام وفوائده
الحمد لله ربِّ
العالمين، شرع السلام لأهل الإسلام، وجعله تحية أهل الجنة فقال: ﴿وَتَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا
سَلَٰمٞۚ﴾ [يونس: 10]، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك
له الملك القدوس السلام، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله
وأصحابه أطيب صلاة وأزكى سلام.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واعملوا بشرائع دينكم لترضوا ربكم وتنالوا جزيل ثوابه، وتنجوا من أليم عقابه، فقد
شرع لكم ربكم أفضل الشرائع. وجعل لكم في نبيكم أفضل قدوة، وإن من أعظم ما شرعه
الله في الإسلام إفشاء السلام الذي هو تحية أهل الإسلام، وتحية الملائكة، وتحية
أهل الجنة، وتحية المؤمنين يوم يلقون ربهم، وقد أمر الله بالسلام عند دخول
المسلمين بعضهم على بعض في بيوتهم، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ بُيُوتِكُمۡ حَتَّىٰ
تَسۡتَأۡنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاۚ﴾ [النور: 27] وقال
تعالى: ﴿فَإِذَا دَخَلۡتُم
بُيُوتٗا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةٗ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ
مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗۚ﴾ [النور: 61].
وأمر صلى الله عليه وسلم بالسلام عند اللقاء حيث قال: «إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ جِدَارٌ أَوْ حَجَرٌ ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ» ([1]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (5200)، وأبو يعلى رقم (6350)، والبيهقي في الشعب رقم (8468).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد