في بيان تحقيق الإسلام لأمن المجتمع
الحمد لله ربِّ
العالمين جعل تحقيق الأمن مقرونًا بالإيمان الخالص من الشرك، والطغيان. فقال
تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ
وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82]، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا
شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده، ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومَن
تبعه وتمسَّك بدينه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
تأمنوا بتقواه من جميع المخاوف..
عباد الله: إنَّ الأمن مطلب
نبيل تهدف إليه المجتمعات البشرية، وتتسابق لتحقيقه السلطات الدولية بكل
إمكانياتها الفكرية، والمادية، والأمن ضد الخوف، وهو سكون القلب، وذهاب الروع،
والرعب، والبلد الآمن، والأمين هو الذي اطمأن به أهله.
وطلب الأمن مقدم على
طلب الغذاء لأن الخائف لا يتلذذ بالغذاء، ولا يهنأ بالنوم، ولا يطمئن في مكان،
ولهذا لما دعا خليلُ الله إبراهيم عليه السلام لمكة المشرَّفة قال﴿وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِۧمُ
رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنٗا وَٱرۡزُقۡ أَهۡلَهُۥ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ﴾ [البقرة: 126] فدعا
بتوفير الأمن قبل توفير الرزق.
فالأمن مطلب ضروري
لكل البشر، ولكن ما هي وسائل توفير الأمن؟..
هل يتوفر الأمن بالبطش، والجبروت، والاستبداد من الولاة وهو ما يسمى اليوم بالديكتاتورية؟ أو يتوفر بالتساهل، والتسامح مع
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد