×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 الخطبة الثانية:

الحمد لله على فضله وإحسانه، وعد أهل خوفه وخشيته جزيل الثواب وأشهد أن «لا إله إلا الله» العزيز الوهاب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أشرف رسولٍ أُنزِل عليه أشرف كتابٍ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه - الذين هاجروا وصبروا، والذين آووا ونصروا، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب. وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله وخافوا بطشه وعقابه، ولا تيأسوا من رحمته وثوابه. فهذا سبيل المتقين: ﴿ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ وَهُم مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشۡفِقُونَ [الأنبياء: 49].

عباد الله، إن الخوف من غير الله ينقسم إلى ثلاثة أقسامٍ:

القسم الأول: خوف السر: وهو خوف العبادة بأن يخاف من وثنٍ أو جني أو إنسي حي أو ميتٍ أن يصيبه بما يكره من مرضٍ أو حبس رزقٍ أو أن يصيب ماله أو ولده بموتٍ أو مرضٍ فيتقرب إلى ذلك المخلوق بشيءٍ من العبادة كالذبح له، والنذر له، كالذين يذبحون أو ينذرون للجن وأصحاب الأضرحة ويستغيثون بهم ويستعيذون بهم. وهذا شركٌ أكبر ينافي التوحيد ويخرج من ملة الإسلام، ويلحق صاحبه بعبدة الأصنام.

القسم الثاني: أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفًا من الناس، وهذا محرمٌ وهو شركٌ أصغر ينقص التوحيد.

القسم الثالث: الخوف الطبيعي وهو الخوف من عدوٍّ أو سبعٍ


الشرح