في الاعتبارات ([1]) بكثرة الزلازل
في هذا الزمان
الحمد لله الذي خلق
السموات والأرض، وجعل الأرض قرارًا ومهادًا وفراشًا وبساطًا، ألقى فيها رواسي أن
تميد بكم وجعل السماء سقفًا محفوظًا وبناءً لما تحتها؛ أحمده على نعمه الظاهرة
والباطنة، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له، له الخلق والأمر، وهو على
كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وأعرف الخلق بربه وأتقاهم له، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليمًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡ وَٱخۡشَوۡاْ يَوۡمٗا لَّا يَجۡزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن
وَالِدِهِۦ شَيًۡٔاۚ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ
ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ﴾ [لقمان: 33].
عباد الله: لو تأملتم في هذا الكون وما يجري فيه من العبر لعرفتم عظمة خالقه وأدركتم أنه لم يُخلَق عبثًا، وأنكم لن تُترَكوا سُدى، ولعرفتم تقصيركم في حق خالقكم وغفلتكم عن ذكره وشكره، ومن أعظم نعم الله عليكم أن مكَّنكم من هذه الأرض التي تعيشون على ظهرها وتدفنون في بطنها. كما قال تعالى: ﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ كِفَاتًا ٢ أَحۡيَآءٗ وَأَمۡوَٰتٗا ٢٦﴾ [المرسلات: 25، 26]. وقال تعالى: ﴿مِنۡهَا خَلَقۡنَٰكُمۡ وَفِيهَا نُعِيدُكُمۡ وَمِنۡهَا نُخۡرِجُكُمۡ تَارَةً أُخۡرَىٰ﴾ [طه: 55] وقال تعالى: ﴿فِيهَا تَحۡيَوۡنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد