×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 أخطاءٌ يرتكبها بعض الحجاج

الحمد لله ربِّ العالمين. أمر بإصلاح العمل وإخلاصه. وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه وصوابًا على سنة رسوله. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله حذَّر أمته من البدع والمحدثات فقال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])  صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله واحرصوا على أن يكون حجكم وسائر أعمالكم خالصًا لوجه الله من جميع أنواع الشرك. «وصوابًا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيدًا» ([2])  عن جميع البدع والخرافات حتى يكون عملكم مُتقبلاً وحجكم مبرورًا، وسعيكم مشكورًا. لأن من الحجاج من يرتكب أخطاءً كثيرةً في حجه.

وهذه الأخطاء منها ما يتعلق بالعقيدة، ومنها ما يتعلق بأحكام الحج العملية، فالذي يتعلق بالعقيدة هو أن بعض الحجاج سواءٌ في مكة أو في المدينة يذهبون إلى المقابر ليتوسلوا بالموتى ويتبركوا بقبورهم أو يسألوا الله بجاههم. وما أشبه ذلك من الأعمال الشركية أو البدعية المخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور؛ لأن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أن تُزار القبور للاعتبار وتذكر الآخرة والدعاء لأموات المسلمين بالمغفرة


الشرح

([1])  أخرجه مسلم رقم (1718).

([2])  سقط من طبعة دار المعارف.