بمناسبة قرب موسم الحج
إلى بيت الله العتيق
الحمد لله الذي شرع
لعباده حج بيته الحرام، وجعله مطهِّرًا لنفوسهم من الذنوب والآثام، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، أفضل مَن صلّى وصام، ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه والبررة الكرام، وسلَّم تسليمًا طيبًا ومباركًا على
الدوام...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى واشكروه إذ شرع لكم حج بيته الذي جعله مثابةً للناس وآمنًا، عباد الله: يستقبل المسلمون في هذه الأيام موسمًا عظيمًا من مواسم الدار الآخرة، يتاجرون فيه التجارة الرائجة بالأعمال الصالحة، ألا وهو موسم الحج إلى بيت الله العتيق والوقوف بالمشاعر المقدسة، وهو موسم يتكرر كل عام، والحج فيه فريضة على أهل الإسلام. قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [آل عمران: 97] وقد جعل الله للمسلمين مواسم للخير، منها ما يتكرر في اليوم والليلة خمس مرات، وهو الصلوات الخمس، ومنها ما يتكرر كل أسبوع وهي صلاة الجمعة. ومنها ما يتكرر كل عام وهو صوم رمضان، وحج بيت الله الحرام. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه المواسم المباركة يكفِّر الله بها الخطايا ما دون الكبائر.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد