قال صلى الله عليه
وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ
إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ»
([1]) وقال: «تابِعُوا
بَين الحَجِّ والعُمرَةِ؛ فَإِنَّهُما يَنفِيانِ الفَقر والذُّنُوبَ، كَمَا
يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ» ([2]) وقال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ
حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [آل عمران: 97]
بيّنت هذه الآية الكريمة أن حج البيت فريضة على المستطيع، وهو مَن يجد ما يبلغه من
الزاد والمركوب المناسب لمثله بعد تأمين نفقة مَن تلزمه نفقتهم إلى أن يرجع، وقد
بينت سنة النبي صلى الله عليه وسلم أن فريضة الحج مرةً واحدةً في العمر، وما زاد
عن ذلك فهو تطوع. وهذا من رحمة الله بعباده فلو أوجبه عليهم كل عام لما استطاعوا.
وقال تعالى: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ
بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ
عَمِيقٖ﴾ [الحج: 27]، ﴿لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ﴾داعيًّا الناس إلى
الحج ومبينًا لهم حكمته وهي شهود المنافع العظيمة، ولم يحدّد تلك المنافع لكثرتها
ولتفاوت الناس في الحصول عليها، وهي منافع دينية ودنيوية:
منها: مغفرة الذنوب، كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ
وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» ([3]).
ومنها: استكمال أركان الإسلام لأن الإسلام بُني على خمسة أركان، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (233).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد