الاعتبار بآية الإسراء والمعراج
الحمد لله ربِّ
العالمين، على فضله وإحسانه حمدًا طيبًّا كثيرًا، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده
لا شريك له، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا. وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به إلى السموات العُلى،
فنال بذلك فضلاً كبيرًا وخيرًا كثيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم
تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله واشكروا
نعمته عليكم، ومن جُلِّ نِعمِه بعثُه الرسول صلى الله عليه وسلم إليكم، وما خصّه
الله به من الخصائص العظيمة، وما شرَّفه به من المنزلة الكريمة، ومن ذلك معجزة
الإسراء إلى المسجد الأقصى والمعراج إلى السماء، فقد كان الإسراء والمعراج من أكبر
النعم على هذه الأمة، وقد نوَّه الله بشأنه في كتابه وبيَّن الحكمة فيه في سورة
الإسراء وفي سورة النجم.
وقد أكرم الله فيه نبيه وأراه من آياته الكبرى، وفرض على أمته الصلوات الخمس التي هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين، فرضها خمسين صلاة في اليوم والليلة. ثم خفَّفها إلى خمس صلوات في العمل وهي عن خمسين في الثواب، ورأى في هذه الرحلة المباركة من آيات الله الكبرى ما قرّت به عينه وقوي به يقينه، وصار هذا الإسراء من أكبر معجزاته، وأعظم آياته، قد فرح به أهل الإيمان، واغتاظ منه أهل الكفر والطغيان. كما قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلۡنَا ٱلرُّءۡيَا ٱلَّتِيٓ أَرَيۡنَٰكَ إِلَّا فِتۡنَةٗ لِّلنَّاسِ﴾ [الإسراء: 60]. فأقام الله به الحجة، واستنارت
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد