×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 به المحجّة، فآمن مَن آمن على يقين من ربه. وكفر مَن كفر بعد أن قامت عليه الحجة.

فواجب المسلمين في كل عصر أن يشكروا الله على هذه النعمة بأداء ما أوجب الله عليهم فيها من الصلوات الخمس في اليوم والليلة في أوقاتها، في بيوت الله وجماعاتها، وأن يتجنَّبوا الذنوب التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى في هذه الليلة أهلها يعذبون بها أشد العذاب، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه أتى على قوم تُرضخ رؤوسهم بالصخرة كلما رضخت عادت كما كانت، ولا يفتر عنهم من ذلك شيء فقال: «ما هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة، ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع، وعلى أدبارهم رقاه يسرحون كما تسرح الإبل والنَّعَم ويأكلون الضريع والزقّوم ورضَف جهنم وحجارتها، فقال: فما هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم، وما ظلمهم الله تعالى شيئًا وما الله بظلام للعبيد، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم نضيج في قدر، ولحمٌ آخر نيء «قذر»  ([1]) خبيث فجعلوا يأكلون اللحم النيِّء الخبيث ويدعون النضيج الطيب، فقال: ما هؤلاء يا جبريل؟ فقال: هذا الرجل من أمتك تكون عنده المرأة الحلال الطيبة فيأتي امرأة خبيثة فيبيت عندها حتى يصبح، والمرأة تقوم من عند زوجها حلالاً طيبًّا فتأتي رجلاً خبيثًا فتبيت معه حتى تصبح، قال: ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يزيد عليها فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل من أمتك يكون عليه أمانات الناس لا يقدر على أدائها وهو يريد أن يحمل عليها،


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.