في بيان فضائل الصلوات الخمس
ووجوب المحافظة
عليها
الحمد لله ربِّ
العالمين أمر بإقام الصلاة. والمحافظة عليها، والمداومة عليها مدى الحياة، وأشهد
أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وما له من الأسماء
والصفات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله كانت قُرَّة عَيْنِه في الصلاة وصلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه ذوي المناقب والكرامات وسلَّم تسليمًا...
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى في
السر، والعلن، وتجنبوا المعاصي ما ظهر منها، وما بطن، وحافظوا على الصلاة، ولازموا
الجُمَع والجماعات؛ فإن ذلك أبلغ علامات الإيمان، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ
مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ
ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ
أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [التوبة: 18].
عباد الله: إن للصلاة فضائِلَ
ومزايا لا توجد في غيرها من الأعمال، فهي أول ما فرض الله من الإسلام بعد
الشهادتين؛ لأنها فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ليلة الإسراء قبل
هجرته إلى المدينة والزكاة والصوم والحج إنما فُرِض كلٌّ من هذه الأعمال في
المدينة بعد الهجرة.
والصلاة فُرِضت على النبي صلى الله عليه وسلم في السماء حينما عُرِج به إليها، وَبَقيَّة الشرائع فُرِضت عليه بواسطة جبريل عليه السلام وهو في الأرض، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر نوابه ورسله إلى الناس أن يبدأوا بالدعوة إلى الصلاة بعد
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد