الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله
وإحسانه، قدَّر فهدى، وأخبر أن الإنسان لن يُترَك سدى. ﴿وَأَن
لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ 9 وَأَنَّ
سَعۡيَهُۥ سَوۡفَ يُرَىٰ ٤٠ ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ
ٱلۡأَوۡفَىٰ ٤١﴾ [النجم: 39- 41]. وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا
شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أنزل عليه ﴿وَنُيَسِّرُكَ لِلۡيُسۡرَىٰ ٨ فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ ٩﴾ [الأعلى: 8، 9]،
فامتثل أمر ربه وذكَّر أمته وأمر ونهى. صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي
الفضائل والنهى، ومن تبعهم بإحسانٍ واقتفى، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله واعلموا
أن العاقبة للتقوى..
عباد الله: مما يجب التنبيه
عليه أن بعض الناس يخطئ في موضوع القدر خطأ فاحشًا ويضلون ضلالاً مبينًا حينما يحتجون
بالقضاء والقدر على تبرير فعلهم للمعاصي وتركهم للتوبة منها، ويقولون هذا مقدَّر
علينا، كما قال المشركون إذا نهوا عن الشرك ﴿لَوۡ
شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن
شَيۡءٖۚ﴾ [الأنعام: 148].
وهذا فهمٌ سيءٌ
للقضاء والقدر؛ لأنه لا يحتجّ بهما بعد فعل المعاصي والمعائب، وإنما يحتج بهما بعد
نزول المصائب.
فالاحتجاج بالقدر بعد فعل المعاصي قبيحٌ؛ لأنه يُفوِّت التوبة منها ويكسل العبد عن العمل الصالح، والاحتجاج بالقدر بعد حصول المصائب حسنٌ ومفيدٌ لأنه يحمل على الصبر والاحتساب...
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد