الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين، حرَّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأمر بتقواه في السر والعلن. وأشهد
أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه
وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى،
واجتنبوا الإثم والفواحش لعلكم تفلحون...
عباد الله: ومن الكبائر الموبقة
جريمتان عظيمتان مهلكتان، كثر وقوعهما اليوم، وتساهل الناس فيهما، وهما ترك الصلاة
وأكل الربا.
فأما ترك الصلاة فإنه كُفْر مُخْرِج من الملة -على الصحيح- وإن لم يجحد وجوبها، قال تعالى: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ ٣١ وَلَٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ٣٢﴾ [القيامة: 31، 32] وقال تعالى عن أصحاب النار: ﴿مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ ٤ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ ٤٣﴾ [المدثر: 42، 43]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ» ([1]) رواه مسلم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([2]) رواه الإمام أحمد وأهل السنن. وقال الترمذي: حديث صحيح إسناده على شرط مسلم، قال الإمام ابن القيم: لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدًا من أعظم الذنوب وأكبر الكبائر، وأن إثمه أعظم عند الله من إثم قتل
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد