في التحذير من المسكرات
والمخدرات
الحمد لله ربِّ
العالمين، خلق الإنسان، ووهبه العقل الذي ميزه به عن سائر الحيوان، وأشهد أن «لا
إله إلا الله» وحده لا شريك له، وهو ذو الفضل والإحسان، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله، أنزل عليه القرآن هدى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان، صلى الله عليه وعلى
آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واشكروه، فلقد كرم الله هذا الإنسان على غيره من المخلوقات. كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِيٓ
ءَادَمَ وَحَمَلۡنَٰهُمۡ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ
وَفَضَّلۡنَٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِيرٖ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِيلٗا﴾ [الإسراء: 70].
ومما كرّم الله به
هذا الإنسان العقل الذي يمتاز به عن الحيوان، ويميز به بين الخير والشر، والضار
والنافع، فإذا فقد العقل لم يكن بينه وبين الحيوان فرقٌ، بل يكون الحيوان أحسن
حالاً منه؛ لأن الحيوان ينتفع به، والإنسان الذي فقد عقله لا ينتفع به، وإنما يصبح
عالةً على غيره، وبالعقل يفكر الإنسان في آيات الله ويتفقه فيها وبالعقل يخترع
وينتج.
والعقل يحمل الإنسان على أن يتحلى بالفضائل ويتخلى عن الرذائل، ويبذل الندى، ويكف الأذى، وقد سمى الله العقل عقلاً وحِجْرًا، ونُهَى ولُبًا وهي أسماء تدل على معاني عظيمة؛ لأنه يعقل الإنسان ويحجر عليه ويحجزه عما لا يليق به.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد