وجوب الإيمان بالقضاء والقدر
الحمد لله ربِّ
العالمين، خلق كل شيءٍ فقدَّره تقديرًا، وقال في محكم تنزيله: ﴿إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ
مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا ٢ إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا
كَفُورًا ٣﴾ [الإنسان: 2، 3].
والحمد لله الذي لم
يتخذ ولدًا. ولم يكن له شريك في الملك. ولم يكن له وليٌّ من الذلِّ وكَبِّره
تكبيرًا. وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، سبحانه وتعالى عما يقول
الظالمون علوًّا كبيرًا. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه الله شاهدًا ومبشرًا
ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
وسلَّم تسليمًا كثيرًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله واعلموا أن الإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة التي بَيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «الإِْيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» »([1]) وقال تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ﴾ [القمر: 49]. والقدر: مصدر من قدَّرْت الشيء إذا أحطت بمقداره، والمراد به هنا تعلق علم الله بالكائنات وإرادته لها قبل وجودها، فلا يحدث شيءٌ إلا وقد علمه الله وقدره، وأراده وأوجده فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. لا رادَّ لقضائه ولا معقِّب لحكمه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (8) واللفظ له.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد