الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين، القائل في كتابه المجيد: ﴿سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ
يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَ لَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ
كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ﴾ [فصلت: 53]، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك
له الولي الحميد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
وسلَّم تسليمًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وتوبوا إليه من ذنوبكم قبل أن يحلَّ بكم ما حلَّ بغيركم من العقوبات، واعلموا أن
ما وقع بالناس مما يكرهون فإنما هو من جرّاء ذنوبهم. كما قال تعالى: ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي
ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ
ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [الروم: 41].
نعم إن ما يحدث في الأرض اليوم من الزلازل المدمرة، والأعاصير القاصفة والحروب الطاحنة، والمجاعات المهلكة، والأمراض الفتاكة وحوادث المراكب البرية والبحرية والجوية التي يذهب فيها الأعداد الكبيرة من البشر، وتسلط قطاع الطرق ومختطفي الطائرات وسطو اللصوص، كل ذلك يحدث بسبب الذنوب والمعاصي. كما قال تعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَيَعۡفُواْ عَن كَثِيرٖ﴾ [الشورى: 30] وقال تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ﴾ [الأنعام: 129] وإنه يحدث منا من الذنوب والمعاصي ما لا يحصى، ومنه ما هو كفر كترك الصلوات المفروضة، وما هو من الكبائر الموبقة كأكل الربا، والرشوة، وتبرج النساء،
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد