وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفعل
الفواحش وغير ذلك مما نتخوف منه نزول العقوبة صباحًا ومساءً. كما قال تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ
مَكَرُواْ ٱلسَّئَِّاتِ أَن يَخۡسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ
يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ ٤٥ أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ فِي
تَقَلُّبِهِمۡ فَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ ٤٦﴾ [النحل: 45، 46].
هل اعتبرنا -يا عباد
الله- بما يحدث؟ هل غيَّرنا من حالنا من سيءٍ إلى حسنٍ؟ إننا على كثرة ما نسمع
ونقرأ أو نرى بأعيننا من الحوادث المروعة، والعقوبات الشديدة، لا يزال الكثير
منَّا مصرًّا على معاصيه، من أكل الحرام، وترك الصلاة وهجر المساجد، وفعل المنكرات
حتى أصبح كثيرٌ من البيوت أوكارًا للفسقة والعصاة والتاركين للصلاة، ولا ينكر
عليهم صاحب البيت ولا جيرانه ولا من يعلم بحالهم. وفي الحديث «إِنَّ النَّاسَ
إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ
بِعِقَابٍ مِنْ عِنْدِهِ» ([1]).
ترون الشوارع والبيوت ملأى بالرجال، وترون المساجد وقت الصلاة فارغةً منهم لا يؤمها إلا القليل وفي فتورٍ وكسل، والذي يصلي منهم لا ينكر على من لا يصلي من أهل بيته وجيرانه ومن يمر بهم في طريقه إلى المسجد، ما الذي أمات الغيرة في قلوب الناس؟ إنه ضعف الإيمان. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَأَى مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ الإِْيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ» ([2]) قد يقول أحدهم: أنا أنكر المنكر بقلبي وإن لم أتكلم بلساني.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد