×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين شَهِد لعُمَّار بيوته بالإيمان؛ فقال: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ [التوبة: 18]. وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وسلَّم تسليمًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واستبقوا الخيرات قبل فواتها، وحاسبوا أنفسكم على زلّتها وهفواتها، وكُفُّوها من الإغراق في شهواتها، فالكيِّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت. والعاجز مَن أتبع نفسه هواها، وتمنَّى على الله الأماني.

عباد الله: مَن يتأخر عن حضور صلاة الجمعة فلا يأتي إلا عند الإقامة أو بعد ما يفوت بعض الصلاة أو كلها؛ فهو يقوم إلى الصلاة، ويأتي إليها ولكنه كقيام وإتيان الذين قال الله فيهم: ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ [النساء: 142]، وقال فيهم: ﴿وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ [التوبة: 54].

والبعض الآخر يتغيب نهائيًّا عن الحضور، ويصلي في بيته منفردًا، وبعدما يخرج وقت الصلاة فيكون من المضيِّعين للجماعة والمضيِّعين للوقت وذلك في الحقيقة تضييعٌ للصلاة. كما قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا [مريم: 59]،


الشرح