وقال تعالى ﴿فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ ٤ ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ
٥﴾ [الماعون: 4، 5].
وذلك بسبب تلاعب
الشيطان بهم، وشغله إياهم بأنواع من الملهيات عن ذكر الله، وعن الصلاة بعضهم يشغل
بلهو الحديث الذي هو استماع الملاهي والأغاني ومشاهدة الأفلام والمسلسلات حتى يضيع
عليه الجماعة أو وقت الصلاة، وقد يسهر على ذلك، وينام عن صلاة الفجر. فيكون من
الذين قال الله فيهم: ﴿وَمِنَ
ٱلنَّاسِ مَن يَشۡتَرِي لَهۡوَ ٱلۡحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيۡرِ
عِلۡمٖ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًاۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ﴾ [لقمان: 6]، ولهو
الحديث هو الأغاني، وما يصحبهما «من آلات اللهو كالمعازف والمزامير. وما جدّ في
هذا الزمان من الأفلام والمسلسلات» ([1]) ؛ فإنه يدخل في لهو
الحديث، ومن الناس مَن يصدّه الشيطان عن ذكر الله، وعن الصلاة بشرب المُسكرات،
وتناول المخدرات، ولعب القمار، وقد قال الله تعالى ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ
وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ
وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة: 91]
فيجمعون بين ترك الصلاة، وفعل المحرمات.
ومن الناس مَن يصدّه
الشيطان عن ذكر الله وعن الصلاة بطلب الدنيا والبيع والشراء ومزاولة الأعمال
الدنيوية وقت الصلاة وقد قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ
وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9].
وقد مدح الله الذين لا تلهيهم تجارةٌ، ولا بيعٌ عن ذكر الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، ووعدهم بالثواب الجزيل؛ فقال تعالى:
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد