حول آيةٍ من كتاب الله
الحمد لله الذي أنزل
على عبده الكتاب، وجعل فيه الهدى والنور والشفاء لما في الصدور، وأشهد أن «لا إله
إلا الله» وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير.
وأشهد أن محمدًا
عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين
تعلموا القرآن وتدبروه وعملوا بما فيه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا أن بين أيديكم القرآن العظيم، كتابٌ يهدي للتي هي أقوم، وهو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيمٍ حميد، وتكفَّل بحفظه كما قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾ [الحجر: 9] وتكفَّل لمن قرأه وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، كما قال تعالى: ﴿فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ﴾ [طه: 123] وتوعَّد من أعرض عنه بأن يسلط عليه الشياطين التي تضله وتصده عن الخير. كما قال تعالى: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ٣٦ وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ ٣﴾ [الزخرف: 36، 37] ولقد أثنى الله على الذين يتلون كتابه ويعملون به ووعدهم بجزيل الثواب قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ ٢٩ لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ ٣٠﴾ [فاطر: 29، 30]
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد