الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين، على فضله وإحسانه، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واعتصموا بحبله وتمسكوا بدينه تفلحوا وتسعدوا ﴿وَمَن
يَعۡتَصِم بِٱللَّهِ فَقَدۡ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [آل عمران: 101]
واعلموا أن الأخذ بالأسباب النافعة والاستفادة مما جد من المخترعات الحديثة مما
سخر الله لعباده في هذا الكون الاستفادة من ذلك أمر مطلوب شرعًا، وهو من إعداد
القوة التي أمر الله بها، فكلُّ ما في هذا الكون خلقه الله لعباده المؤمنين وسخَّره
لهم وهو للمؤمنين أصالة والكفار تبع لهم، قال تعالى: ﴿قُلۡ مَنۡ
حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ
قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ
كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 32].
يقول الله تعالى
ردًّا على مَن حرم شيئًا من المآكل أو المشارب أو الملابس من تلقاء نفسه من غير
شرعٍ من الله ﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ
زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ﴾ [الأعراف: 32] أي
هي مخلوقة لمن آمن بالله وعبده في الحياة الدنيا، وإن شاركهم فيها الكفار في
الدنيا فهي لهم خاصة يوم القيامة لا يشاركهم فيها أحد من الكفار؛ فإن الجنة محرمة
على الكافرين...
لكن لما تكاسل المؤمنون انعكس الأمر وصار الكفار هم الذين يستخرجون هذه الأشياء ويبيعونها للمسلمين ويمتنَّون بها عليهم
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد