الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله
وإحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن
محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وحافظوا على صلواتكم، فإنها هي رأس الإسلام، وهي عمود الإسلام، وهي الفارقة بين المؤمن وبين الكافر، وهي أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة؛ فإن قُبِلَت قُبِلَ سائر عمله، وإن رُدَّت رُدَّ سائر عمله، ألا إنه لا دين لمن لا صلاة له، لا حظَّ في الإسلام لمن لا صلاة له؛ لأن الصلاة هي عمود الإسلام، فلا يقوم الإسلام إلا عليها، كما لا يقوم البنيان، ولا تقوم الخيام والبيوت، إلا على أعمدتها، فكذلك الإسلام: لا يقوم إلا على الصلاة. فحافظوا على الصلاة لتحافظوا على دينكم، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف المتخلِّفين عن الصلاة بالنفاق؟ فقال: «إِنَّ أَثْقَلَ الصَّلَوَاتِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَصَلاَةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا» ([1])، ومصداق ذلك في كتاب الله عز وجل، حيث وصف المنافقين بأنهم لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى، وقال: ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النساء: 142].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (651).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد