وقد همَّ النبي صلى
الله عليه وسلم أن يحرِّق على المتخلِّفين عن الصلاة بيوتهم بالنار، فقد جاء في
الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ
بِالصَّلاَةِ، فَتُقَامَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً يَؤُّمَّ النَّاسَ، ثُمَّ آمُرَ
رِجَالاً مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ، ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى قَوْمٍ لاَ
يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ» ([1]) وقال: «مَنْ
سَمِعَ النِّدَاءَ وَلَمْ يُجِبْ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ» ([2]) قَالُوا: وَمَا
الْعُذْرُ؟ قَالَ: «خَوْفٌ، أَوْ مَرَضٌ» ([3]) وقال للرجل الأعمى
الذي جاءه يستأذنه أن يصلي في بيته؛ لما يحول بينه وبين المسجد من المشقة، ولا
يوجد له قائدٌ يلائمه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أَتَسْمَعُ
النِّدَاءَ» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «أَجِبْ» ([4]).
فمن سمع النداء وجب
عليه أن يجيب داعي الله ﴿وَمَن لَّا يُجِبۡ
دَاعِيَ ٱللَّهِ فَلَيۡسَ بِمُعۡجِزٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَيۡسَ لَهُۥ مِن دُونِهِۦٓ
أَوۡلِيَآءُۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ﴾ [الأحقاف: 32].
فاتقوا الله عباد
الله، وحافظوا على صلواتكم في بيوت الله عز وجل مع المسلمين، ولا تكونوا كالذين ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ
خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ
غَيًّا ٥٩ إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ
يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ وَلَا يُظۡلَمُونَ شَيۡٔٗا ٦٠﴾ [مريم: 59، 60].
فاتقوا الله عباد الله، وحافظوا على صلواتكم، لا تشغلنَّكم عنها دنياكم، لا تشغلنَّكم عنها شهواتكم، لا يشغلنَّكم عنها الكسل،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2288)، ومسلم رقم (651) واللفظ له.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد