في الطلاق وأحكامه
الحمد لله ربِّ
العالمين ﴿جَعَلَ
لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَزۡوَٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةٗ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِۚ﴾ [النحل: 72] وأشهد
أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وما له من الأسماء والصفات،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المؤيد بالمعجزات الباهرات، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه وكل من آمن به واتبع النور الذي أنزل معه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واذكروه يذكركم واشكروا له ولا تكفروه، يقول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن
نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ﴾ [النساء: 1] ويقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21] إن الاتصال بين الرجل والمرأة عن طريق
الزواج الشرعي والارتباط الأسري من أعظم نعم الله على بني آدم لما يترتب على هذه
العلاقة الشريفة من مصالح عظيمة منها:
أنه سبب لغض البصر وحفظ الفرج عما حرم الله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ» ([1]) رواه البخاري ومسلم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4778)، ومسلم رقم (1400).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد