في الحثِّ على الإحسان
الحمد لله ذي الفضل
والامتنان، جعل الجزاء من جنس العمل، فقال: ﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ﴾ [الرحمن: 60] وأشهد
أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له ﴿يَسَۡٔلُهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ
فِي شَأۡنٖ﴾ [الرحمن: 29]. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. بعثه إلى جميع الإنس والجان،
فبلَّغ الرسالة وجاهد في الله حق جهاده بالمال والنفس وبالحجَّة والسِّنان، صلى
الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الذين آمنوا به وهاجروا وجاهدوا. والذين آووا
ونصروا، حتى ظهر دين الله على سائر الأديان، وسلَّم تسليمًا كثيرًا..
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
بامتثال أوامره واجتناب نواهيه؛ فإن ذلك هو طريق النجاة، واعلموا أن الله سبحانه
أمر بالإحسان في آيات كثيرة، وأخبر أنه يحب المحسنين، وأنه مع الذين اتقوا والذين
هم محسنون، وأنه لا يضيع أجر المحسنين ولا يضيع أجر من أحسن عملاً.
وقال تعالى: ﴿هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ
إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ﴾ [الرحمن: 60]. قال ابن عباس وغيره في معنى الآية: هل جزاء من قال «لا إله
إلا الله» وعمل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إلا الجنة...
وقال تعالى: ﴿لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ وَلَا يَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرٞوَلَا ذِلَّةٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ [يونس: 26].
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد