في وجوب التذكير
والاستعداد للدار الآخرة
الحمد لله ربِّ
العالمين، حَكَم بانقضاء الأعمار وفناء هذه الدار، وأخبر أن الآخرة هي دار القرار،
وأشهد أن «لا إله إلا الله» الواحد القهار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى
المختار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه المهاجرين منهم والأنصار، وسلَّم تسليمًا
كثيرًا...
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وانظروا في أعمالكم وتأهَّبوا لرحيلكم وانتقالكم؛ فإن أمامكم المخاطر والأهوال،
والجزاء على ما قدَّمتم من الأعمال، فإنكم لم تُخلقوا عبثًا ولم تُتركوا سدى. بل
تُحصَى عليكم أعمالكم كما قال تعالى: ﴿وَكُلُّ شَيۡءٖ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ
٥ وَكُلُّ صَغِيرٖ وَكَبِيرٖ مُّسۡتَطَرٌ
٥٣﴾ [القمر: 52، 53].
أمامكم الموت
وسكرته، والقبر وظلمته، والحساب وشدته، وسؤال الملك وروعته. فما هو استعداكم لهذه
المخاطر، لقد ذكَّر الله العبادَ بالموت ليستعدوا له قبل نزوله، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ
ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩ وَأَنفِقُواْ
مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ
رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ
ٱلصَّٰلِحِينَ ١٠ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ
خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١﴾ [المنافقون: 9-
11].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا؟ قَالَ: «أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد