الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله
وإحسانه، لا نحصي ثناءً عليه، هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن «لا إله إلا الله»
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
واسألوه من فضله فإنه كريم، وخافوا من عقابه؛ فإن عقابه أليم.
عباد الله: كما أن للمعاصي
عقوبات؛ فإن لها علاجًا تُعالَج به ويُتَّقى به شرُّها «مَا أَنْزَلَ اللهُ
دَاءً إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» ([1]) ومن أعظم ما تعالج
به المعاصي التوبة والاستغفار، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33]. وقد
أمر الله بالاستغفار والتوبة في آيات كثيرة من كتابه ووعد بالمغفرة، قال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٞ لِّمَن
تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ﴾ [طه: 82]. وفي الحديث القدسي أن الله تعالى يقول:
«يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا
أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ» ([2]).
والاستغفار هو طلب المغفرة مع ترك الذنوب والندم على فعلها وعدم العودة إليها، وليس معناه التلفظ به باللسان مع البقاء على الذنوب والمعاصي.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد