في شأن الصلاة
الحمد لله ربِّ
العالمين، عظَّم من شأن الصلاة، ورفع من شأن المصلين، ووعد من حافظ عليها بالثواب
العظيم، وتوعد من أضاعها بالعذاب الأليم. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك
له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله
عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه وتَمسَّك بِسُنَّتِه إلى يوم الدين،
وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله سبحانه
وتعالى، واعلموا أن الصلاة هي عمود الإسلام، من ضيعها فهو لما سواها من أمور دينه
أضيع، ومن حافظ عليها، فهو لما سواها أحفظ، قال الله سبحانه: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ
ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ
أَكۡبَرُۗ﴾ [العنكبوت: 45]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ
بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ ٤٥ ٱلَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ
وَأَنَّهُمۡ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ٤٦﴾ [البقرة: 45، 46].
أيها المسلمون: إن هذه الصلاة التي فرضها الله على عباده في اليوم والليلة خمس مراتٍ لها أسرارٌ عظيمةٌ وآثارٌ كريمةٌ، ومما يدلكم على أهميتها عند الله سبحانه وتعالى، ومكانتها عنده: أنه فرضها على رسوله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج، فوق السموات العلى، حينما عرج بنبيه صلى الله عليه وسلم إليه وكلمه بدون واسطة ملكٍ، وفرض عليه هذه الصلوات، فرضها خمسين في اليوم والليلة وما زال صلى الله عليه وسلم يراجع ربه، ويسأله التخفيف، حتى استقرت
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد