×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

على خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، ولكنها تعادل خمسين صلاةً في الأجر والثواب؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فكل صلاةٍ تعدل عشر صلواتٍ في الأجر والثواب.

وهي أول ما فرض الله على رسوله من شرائع الإسلام العملية فرضها عليه قبل الهجرة، وفرضها فوق السموات، وفرضها بدون واسطة الملك، أما بقية الشرائع: فإنها تنزل وحيًّا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك، وبقية الشرائع العملية فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، فرضت عليه الزكاة، فرض عليه الصيام، فرض عليه الحج، فرض عليه الجهاد، كل ذلك بعد الهجرة، مما يدل على أهمية هذه الصلوات عند الله سبحانه وتعالى.

وأما أهميتها عند الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد قال: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ دُنْيَاكُمُ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ» ([1]) فالصلاة قرة عين النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الدنيا، وكان صلى الله عليه وسلم إذا ضايقه أمرٌ، ونزلت به شدةٌ، فزع إلى الصلاة، وقال: «يَا بِلاَلُ، أَقِمِ الصَّلاَةَ، أَرِحْنَا بِهَا» ([2])، فكان صلى الله عليه وسلم يستريح بالصلاة من هموم الدنيا وأشغالها وكرباتها وشدائدها؛ لأنه يلجأ إلى ربه، ويناجي ربه ويتلذذ بمناجاة ربه، فينسى ما كان من هموم الدنيا وأشغالها، وبلغ من اهتمامه بالصلاة: أنه لما صار يعاني


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (3939)، وأحمد رقم (12293)، وأبو يعلى رقم (3530).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4985)، وأحمد رقم (23137)، والطبراني في « الكبير » رقم (6215).