سكرات الموت كان
يقول: «الصَّلاَةَ يَا عِبَادَ اللهِ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ» ([1]) فما زال يكررها حتى
ثقل لسانه بها.
وأي عبادةٍ أفضل من
هذه الصلاة؟ وكررها سبحانه وتعالى في اليوم والليلة خمس مراتٍ؛ لحاجة العباد
إليها، قد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بالنهر الجاري على باب أحدكم، يغتسل منه
في اليوم والليلة خمس مراتٍ، هل يبقى من درنه شيءٌ؟ يعني: من وسخه شيءٌ؟ قالوا:
لا، قال: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ
الْخَطَايَا» ([2]).
والصلوات الخمس،
والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، كفارةٌ لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر، فمن
رحمة الله سبحانه وتعالى أن شرع لعباده هذه الصلوات الخمس، يقفون بين يديه
ويناجونه ويسألونه ويدعونه ويستغفرونه، فيستجيب لهم، ويمحو خطاياهم، فهم بأمسِّ
الحاجة إلى هذه الصلوات الخمس، وقد جاء في الحديث: «إنكم تَحْتَرِقُونَ ثم
تقومون إلى الصلاة فيمحى عنكم».
فهذه الصلوات العظيمة لها سِرٌّ عظيمٌ، ولها مقامٌ كريمٌ عند الله سبحانه وتعالى، فحافظوا عليها، وداوموا عليها ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١١﴾ [المؤمنون: 9- 11]، ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٣٤ أُوْلَٰٓئِكَ فِي جَنَّٰتٖ مُّكۡرَمُونَ ٣٥﴾ [المعارج: 34، 35].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد