الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين، أَكْمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينًا، وأشهد أن
«لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أمر بإحياء
السُّنَن واجتناب البدع؛ لأن السنن شرع الله والبدع شرع الشيطان؛ ولأن السُّنَن
هدًى والبدع ضلالة، وكل ضلالة في النار، اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آله
وأصحابه ومَن تَمسَّك بِسُنَّتِه إلى يوم الدين.
·
أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله تعالى
واعلموا أن الذي يحرم ويعتبر بدعة في شهر رجب هو تخصيصه بشيء من العبادات.
أما العبادة
المشروعة فيه وفي غيره مثل صلاة التهجّد في الليل والوتر، وصيام يوم الاثنين
والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى والنوافل المطلقة والمقيدة التي صحّت
بها السنة فهذه العبادات تفعل في شهر رجب وفي غيره، فمن كان له عمل من هذه الأعمال
فليستمر عليه في شهر رجب كغيره من الشهور.
فأكثروا رحمكم الله
من الطاعات ولازموا الجُمع والجماعات، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، واعلموا أن
خير الحديث كتاب الله.. الخ.
******
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد