×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 في إنكار البدع المحدثة

في شهر رجب

الحمد لله الذي أمرنا بالاتباع، ونهانا عن الابتداع، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، وهو المنفرد بالخلق والإبداع، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق وأمر أن يُتبع ويُطاع، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وجميع الأتباع وسلَّم تسليمًا كثيرًا..

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله قد أكمل لنا الدين وأمرنا باتباعه والعمل به. ونهانا عن التغيير والابتداع. قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ [الأنعام: 153].

إنَّ هناك أُناسًا يحاولون التغيير والتبديل ولا يرضيهم الاقتصار على المشروع، وهؤلاء قد حذَّرنا منهم رسولنا صلى الله عليه وسلم حينما قال: «مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ» ([1]). وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذِّرون من البدع غاية التحذير؛ لعلمهم بضررها وعملاً بوصية نبيهم صلى الله عليه وسلم.

إن البدع تقضي على السنن، وتُغَيِّر الدين؛ ولهذا جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا ابْتَدَعَ قَوْمٌ بِدْعَةً إِلاَّ نَزَعَ اللهُ عنهم مِنَ السُّنَّةِ مِثْلَهَا» ([2]) رواه الإمام أحمد.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42).

([2])  أخرجه: الدارمي رقم (99)، وأحمد رقم (16970).