وقد شدَّد النبي صلى
الله عليه وسلم النكير على مَن أحدث البدع؛ لأن البدع توجب لمن ارتكبها فسادًا في
دينه وقلبه؛ لأن القلب لا يتسع للسنة والبدعة، ولا يجمع بين العِوَض والمعوَّض؛
ولهذا تجدون الذين يعملون بالبدع ويحيونها من أبعد الناس عن الشريعة والسنن،
فالبدع تناقض السنن، وتورث في القلب نفاقًا وبغضًا للسنن، وبغضًا لمن يعمل بها.
وفي البدع مفاسد
عظيمة، ولها عواقب وخيمة. وصاحب البدعة يفتتن بها ويحرص عليها أكثر مما يحرص على
السنن؛ لأن الشيطان يزينها له، والمبتدعة يستسهلون الصعب وينفقون الأموال الطائلة
في سبيل إحياء البدع، ويكسلون عن إقامة السنن فيهجرونها أو يؤدونها بفتور. والبدع
تجعل المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، وتحمل أصحابها على الاستكبار عن الحق عندما
يدعون إليه. والبدع تشتّت شمل المسلمين؛ لأن كل فريق من المبتدعة يبتكر لنفسه
طريقة في البدعة يرى أنها أحسن من بدعة الفريق الآخر فيصبح كل فريق منهم بما لديهم
فرحون.
أيها المسلمون: إنَّ من البدع المحدثة ما يعمل في بعض الأقطار في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب من إحياء ذكرى الإسراء والمعراج بالاحتفالات وأنواع العبادات، فتخصيص هذه الليلة بالذكر والعبادة والأدعية بدعة لا أصل له. والإسراء والمعراج حق. لكنه لم يقم دليل على تحديد ليلته ولا على شهره، ولو كان في تحديد ذلك الشهر أو تلك الليلة مصلحة لنا، لبيّنه الله ورسوله لنا، ولو كان التعبد في تلك الليلة مشروعًا لفعله نبي الله وخلفاؤه، وصحابته فهم أحرص على الخير وأسبق إليه منا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد