القدوة الحسنة والسيئة
الحمد لله الذي أرسل
رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا، وأشهد أن «لا إله
إلا الله» وحده لا شريك له، إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا مزيدًا..
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله وآمنوا
برسوله، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.
عباد الله: من الظواهر
الاجتماعية في حياة البشر أن الإنسان بطبعه يميل إلى التقليد والمحاكاة خصوصًا لمن
يرى فيه أنه أفضل منه، فالصغير يقلِّد الكبير، والضعيف يقلِّد القوي، المتعلِّم
يقلد المعلِّم، وهذه الظاهرة لها خطورتها، خصوصًا إذا كان المقلَّد منحرفًا عن
جادة الصواب؛ فإن المقلِّد ينحرف معه بقدر تقليده له ويتأثر بأخلاقه بقدر ميوله
إليه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إن المشاركة في الهدي الظاهر تُورث تناسبًّا وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال، وهذا أمرٌ محسوسٌ فإن اللابس ثياب أهل العلم يجد في نفسه نوع انضمامٍ إليهم، واللابس لثياب الجند المقاتلة مثلاً يجد من نفسه نوع تخلقٍ بأخلاقهم، ويصير طبعه متقاضيًا لذلك، إلا أن يمنعه مانع... انتهى.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد