×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين، على فضله وإحسانه، لا نحصي ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واعلموا أن وجوه الإحسان كثيرة، ينبغي للمسلم أن يسهم فيما يستطيع منها، لا سيما مَن منّ الله عليهم بوفرة المال فإن المجالات الخيرية أمامهم واسعة، من بناء المساجد، وتوفير المياه للشرب وطباعة الكتب الدينية وتوزيع المصاحف، ومساعدة مشاريع تعليم القرآن الكريم، ومساعدة المراكز الإسلامية في الخارج، وإعانة المجاهدين في سبيل الله، ومواساة المنكوبين والمشرّدين من المسلمين والمصابين بالمجاعة.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهَرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلاً، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ» ([1]) رواه البزار وأبو نعيم في الحلية.

ومعنى: كرى نهرًا: أي حفره.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا عَمَلٌ إِنْ عَمِلْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «أَنْتَ بِبَلَدٍ يُجْلَبُ بِهِ الْمَاءُ؟» قَالَ:


الشرح

([1])  أخرجه: البزار رقم (7289)، والبيهقي في « الشعب » رقم (3175).