«فَاشْتَرِ بِهَا سِقَاءً
جَدِيدًا ثُمَّ اسْتَقِ فِيهَا حَتَّى تَخْرِقَهَا، فَإِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَهَا
حَتَّى تَبْلُغَ بِهَا عَمَلَ الْجَنَّةِ» ([1]) رواه الطبراني في
الكبير.
وفي الصحيحين عن أنس
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ
غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، أَوْ طَيْرٌ، أَوْ
دَابَّةٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً» ([2]) وفي صحيح مسلم عن
جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ
يَغْرِسُ غَرْسًا إِلاَّ كَانَ مَا أُكِلَ مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا سُرِقَ
مِنْهُ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ مِنْهُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَلاَ
يُنْقِصُهُ أَحَد، إِلاَّ كَانَ لَهُ صَدَقَةً» ([3]) وفي رواية له
أيضًا: «فَيَأْكُلَ مِنْهُ إِنْسَانٌ، وَلاَ دَابَّةٌ، وَلاَ طَيْرٌ، إِلاَّ
كَانَ لَهُ صَدَقَةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ([4]) وظاهر هذه الأحاديث
يدل على أن هذه الأشياء تكون صدقةً يُثاب عليها الزارع والغارس ونحوهما إذا نوى
واحتسب الأجر عند الله سبحانه. ولكن المؤسف أن كثيرًا من الأثرياء يحبسون أموالهم
عن الإسهام في الخير ويحرمون أنفسهم من الثواب، وهم قادرون على ذلك فيكونون ممن
جمع فأوعى. فيا حسرةَ مَن كان جمّاعًا للمال منّاعًا للخير، لا يقدّم لنفسه ما
يجده عند الله خيرًا وأعظم أجرًا، يَتعب في جمع المال وحفظه ويتركه لغيره ولا يقدم
منه لنفسه. فاتقوا الله -عباد الله- وقدِّموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم مُلاقوه
وبشّر المؤمنين واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.. الخ.
******
([1]) أخرجه: الطبراني في « الكبير » رقم (12605).
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد