الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ
العالمين، خلق الإنسان وفضَّله على كثيرٍ من مخلوقاته، وسخر له ما خلق في أرضه
وسماواته، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له في ربوبيته وأسمائه وصفاته،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ومصطفاه من جميع برياته، صلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه، الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا والذين آووا ونصروا وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله واشكروه على ما خصكم به من الإنعام والتكريم، خلقكم في أحسن تقويم، ووهبكم العقل السليم، وجعله أحد الضروريات الخمس التي تجب المحافظة عليها ويُعاقَب من اعتدى عليها، وذلك أن من شرب مسكرًا أو مخدرًا فإنه يُجلَد ثمانين جلدةً عقوبةً له على ما فعل، وردعًا له في المستقبل، ولعن صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر ومن صنعها وروَّجها وأعان عليها، وأخبر أن مدمن الخمر كعابد الوثن، فمن استحلها فقد كفر، ومن شربها غير مُستحلٍّ لها فهو فاسقٌ وفاعلٌ لكبيرةٍ من كبائر الذنوب، يُقام عليه الحد الشرعي، وتسقط عدالته إلا إن تاب توبةً صحيحةً. فلا يجوز شرب الخمر للذةٍ ولا لتداوٍ، ولما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر تُصنَع للدواء قال: «إِنَّهَا دَاءٌ، وَلَيْسَتْ بِدَوَاءٍ» ([1]) وقد ابتلِيَ الناس اليوم بتصنيع الخمر وخلطها
([1]) أخرجه: أحمد رقم (18859)، والدارقطني رقم (4703).
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد