في تمييز الطيب من الخبيث
الحمد لله على فَضله
وإحسانه، أحلَّ لنا الطيبات وحرَّم علينا الخبائث وأَسبغ علينا نعمه ظاهرةً
وباطنةً، ووعد بالمزيد لمن شكره، وتوعد بالعذاب الشديد لمن كفره، وأشهد أن «لا إله
إلا الله» وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أكمل الله به الدين،
وأتم به النعمة، وهدى به إلى الصراط المستقيم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه
الذين آمنوا به وعَزَّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه، وعلى مَن اتبعهم
بإحسان، وسلَّم تسليمًا كثيرًا أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وأطيعوا أمره، واجتنبوا ما نهاكم عنه لعلكم تفلحون...
عباد الله: يقول الله تعالى
لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُل لَّا يَسۡتَوِي ٱلۡخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوۡ أَعۡجَبَكَ
كَثۡرَةُ ٱلۡخَبِيثِۚ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ
تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة: 100].
فمن حكمة الله تعالى خلق المتضادات في هذه الحياة، من الطيب والخبيث، والصالح والفاسد والمؤمن والكافر والضار والنافع؛ ليتم الابتلاء والامتحان للعباد، وفي هذه الآية الكريمة نفي المساواة بين الخبيث والطيب؛ لأن الطيب نافع مفيد، والخبيث ضار مفسد، ولو زادت كمية الخبيث، أو كُسِي شيئًا من المحسنات فلا بد أن تنكشف حقيقته ويفتضح زيفه، ولفظ الخبيث هنا يشمل الخبيث من الأشخاص والأعمال والأقوال والأموال، والمآكل والمشارب، فلا يستوي الخبيث والطيب من هذه الأشياء ولا من غيرها.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد