×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 في النهي عن التشبه بالكفار

الحمد لله ربِّ العالمين، أتمَّ علينا النعمة وأكمل لنا الدين، ونهانا عن التشبه بالكفار والمشركين، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له مخلصًا له الدين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله بعثه رحمةً للعالمين، وأمره بجهاد الكفار والمنافقين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واشكروا نعمته عليكم إذ هداكم للإسلام، وخصكم بمحمد نبي الرحمة، وجعلكم إن تمسكتم بهذا الدين، واتبعتم هذا الرسول - خيرَ أمةٍ أخرجت للناس، يحتاج الناس إليكم لبيان العلم والهدى ولا تحتاجون إليهم.

لأن دينكم غنيٌّ بالعقيدة الصحيحة، والشريعة العادلة، والأخلاق الفاضلة، والقدوة الحسنة، متضمن لهداية البشرية كلها إلى طريق الرشاد وحصول السعادة العاجلة، والآجلة في الدنيا والآخرة، فهو دين عالمي صالح لكل زمان ومكان، ولكل فرد، ولكل أمة وجيل، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ [الإسراء: 9] وقال تعالى: ﴿تَبَارَكَ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلۡفُرۡقَانَ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦ لِيَكُونَ لِلۡعَٰلَمِينَ نَذِيرًا [الفرقان: 1] وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ [الأنبياء: 107].

لما تمسَّك المسلمون الأوائل بهذا الدين سادوا العالم، وفتحوا «أبواب» ([1]) البلاد شرقًا وغربًا وملئوها بالعلم والحكمة والعدل،


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.