في حقيقة الإيمان وعلاماته
الحمد لله ذي الفضل
والإحسان، يمنُّ على من يشاء بهدايته للإيمان، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا
شريك له. ﴿يَسَۡٔلُهُۥ
مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ﴾ [الرحمن: 29].
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله إلى كافة الثقلين الإنس والجان. صلى الله عليه
وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وكونوا من المؤمنين الصادقين الذين تصدَّق أعمالُهُم أقوالَهُم فليس الإيمان
بالتحلِّي ولا بالتمنِّي، ولكنه ما وقر في القلوب وصدّقته الأعمال.
قال تعالى ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقۡتًا عِندَ
ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لَا تَفۡعَلُونَ
٣﴾ [الصف: 2، 3].
والإيمان الصحيح:
اعتقاد بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، له
أركان ستة هي:
الإيمان بالله وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وله بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة،
أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من
الإيمان، فالذي يقول بلسانه إنه مؤمن.
ويشهد أن لا إله إلا الله. وأن محمدًا رسول الله. ويعمل الطاعات بجوارحه، فيصلي ويزكِّي ويصوم ويحج، إلى غير ذلك من الأعمال، لكنه لا يعتقد ذلك بقلبه ولا يصدق، فهذا منافق النفاق الأكبر
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد