المخرج من الملة، وهو شر من الكافر الخالص. قال
الله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلۡيَوۡمِ
ٱلۡأٓخِرِ وَمَا هُم بِمُؤۡمِنِينَ ٨ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ
وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ ٩ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمُۢ بِمَا كَانُواْ يَكۡذِبُونَ ١﴾ [البقرة: 8- 10].
ومثل هذا تنكشف
حقيقته ويظهر نفاقه عند الامتحان ومواجهة الشدائد. قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن
يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ
ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ﴾ [العنكبوت: 10] وهذا ليس له موقف ثابت بل هو يتذبذب،
يكون مع المؤمنين إن كان لهم فتح من الله، ويكون مع الكافرين إن كان لهم نصيب من
الظهور والغلبة المؤقتة بسبب وقوع خلل في المسلمين، قال الله تعالى في وصفهم: ﴿ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ
بِكُمۡ فَإِن كَانَ لَكُمۡ فَتۡحٞ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوٓاْ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡ
وَإِن كَانَ لِلۡكَٰفِرِينَ نَصِيبٞ قَالُوٓاْ أَلَمۡ نَسۡتَحۡوِذۡ عَلَيۡكُمۡ
وَنَمۡنَعۡكُم مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ﴾ [النساء: 141]. وعندما
يُدعى إلى التحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله فإنه لا يستجيب إلا إذا كانت القضية
في صالحه، كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم مُّعۡرِضُونَ
٤٨ وَإِن يَكُن لَّهُمُ
ٱلۡحَقُّ يَأۡتُوٓاْ إِلَيۡهِ مُذۡعِنِينَ
٤﴾ [النور: 48- 49].
وعندما يدعو الداعي
للجهاد في سبيل الله وبذل الأنفس والأموال يصيبهم الذعر ويغشاهم الجبن ﴿تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ
كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ﴾ [الأحزاب: 19]
يألفون المنكرات، ويكرهون الطاعات، ويقبضون أيديهم عن الإنفاق والصدقات. كما قال
تعالى: ﴿يَأۡمُرُونَ
بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ نَسُواْ
ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [التوبة: 67].
عباد الله: ومن اعتقد بقلبه ونطق بلسانه لكنه لم يصدق اعتقاده وقوله بالعمل؛ فإن كان قوله وعمله يخالف ويناقض الشهادتين، كالذي يستغيث
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد