×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثالث

 الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين على فضله وإحسانه، وأشهد أن «لا إله إلا الله» وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وعظيم سلطانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه الذين قاموا بنشر دينه وإعلانه وبيانه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واحفظوا أوقاتكم من الضياع أعظم مما تحفظون أموالكم واستغلوها فيما ينفعكم في دينكم ودنياكم، فسيندم المضيع لأوقاته: ﴿وَجِاْيٓءَ يَوۡمَئِذِۢ بِجَهَنَّمَۚ يَوۡمَئِذٖ يَتَذَكَّرُ ٱلۡإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكۡرَىٰ ٢٣  يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي ٢٤ [الفجر: 23، 24] وسيفرح من حفظ وقته واستغله بالأعمال الصالحة إذا قيل: ﴿كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓ‍َٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ [الحاقة: 24].

وفي الأثر: أن عيسى عليه السلام قال: «إنَّ هذه الليالي والأيام خزائن فانظروا ما تصنعون فيها» وأعظم الناس تضييعًا لوقته من شغله باللهو واللعب، كلعب الورق ولعب الشطرنج، والمباريات الرياضية ومشاهدتها.

فلعب الورق ولعب الشطرنج إن كان على عِوَض فهو القمار المحرم بلا خلاف، وقال الإمام الذهبي رحمه الله في كتاب الكبائر: وأما الشطرنج فأكثر العلماء على تحريم اللعب بها سواء كان برهنٍ أو بغيره.

أما بالرهن فهو قمار بلا خلاف، وأما إذا خلا من الرهن فهو أيضًا قمار حرام عند أكثر العلماء، انتهى. ومثله اللعب بالورق فإن كان


الشرح