على عِوَض فهو
القمار المحرم، وإن كان على غير عوض فهو حرام أيضًا؛ لأنه يشغل عن طاعة الله ويصد
عن ذكر الله، ومن سهر على لعب الورق نام عن صلاة الفجر وضيَّعها، مع ما يجرُّ إليه
لعب الورق من مصاحبة الأشرار وما يشتمل عليه من اللغو والكلام المحرم من شتم وسب
يقع بين اللاعبين.
وفي صحيح البخاري أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ
أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ» ([1]) فإذا كان مجرد القول يوجب الكفارة أو الصدقة
فكيف بفعل القمار؟!ـ
وقد ذكر ابن كثير عن
القاسم بن محمد أنه قال: «كلُّ ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة فهو من الميسر»
فاتقوا الله يا من تسهرون الليالي وتجتمعون على لعب الورق، وتغفلون عن ذكر الله
وتنامون عن الصلاة وتضيعون الأوقات، واعلموا أنكم ستحاسبون على تضييع الأوقات. فقد
جاء في الحديث الصحيح أن الإنسان يوم القيامة يسأل عن عمره فيمَ أفناه... ويقول
الله تعالى ﴿أَوَ
لَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُۖ
فَذُوقُواْ فَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾ [فاطر: 37].
واعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله... إلخ
******
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4860)، ومسلم رقم (1647).
الصفحة 2 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد