الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله
وإحسانه، حذَّرنا من مكائد الكفار، وبيَّن لنا أنهم لا يألون جهدًا في طلب الإضرار
بنا، وإن تظاهروا لنا بالمودة والصداقة فقال تعالى: ﴿يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ﴾ [التوبة: 8]. وأشهد
أن لا إله إلا الله، إليه يرجع الأمر كله، ولا عزَّ إلا بطاعته وعبادته وحده لا
شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله نبيٌّ شرح الله له صدره، ورفع له ذكره، وجعل
الذلَّة والصغار على من خالف أمره صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كانوا معه
أشداء على الكفار رحماء بينهم، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله، وأطيعوه، واحذروا مما حذَّركم منه، ولا تعصوه.. عباد الله، ومن مكائد الكفار تحكُّمهم في النظم الاقتصادية واستباحة الرِّبا والمعاملات المحرمة باسم التنمية الاقتصادية. وتأثَّر بهم كثيرٌ من المسلمين حتى أصبح الربا أساس مصادر الثروة في العالم، وفتحت المؤسسات الربوية، وعُمِّمت في كثير من البلاد. وصار كثيرٌ من المسلمين يستثمرون أموالهم فيها، أو يقترضون منها بالفوائد الربوية، مع أن الربا من الكبائر الموبقة، وقد توعَّد الله آكله بأشد الوعيد، وأعلن الحرب عليه، ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه، وقد تجاهل بعض المسلمين أو تناسى هذه التهديدات الربانية وتأثر بالدعوات المضللة، وحمله حبُّ المال على التعامل الربوي أخذًا وإعطاءً.
الصفحة 1 / 453
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد